يرى المهندس عبدي علي برخد، المحلل السياسي والخبير في شؤون القرن الإفريقي، أن الحكومة المصرية تنفّذ في الشهور الأخيرة حملة سياسية سرّية تهدف إلى عرقلة مساعي أرض الصومال للحصول على اعتراف دولي باستقلالها. ويقول إن القاهرة كثّفت اتصالاتها الدبلوماسية في الولايات المتحدة وإسرائيل وعدة دول أخرى لإقناعها برفض أي خطوة تُضفي شرعية على استقلال أرض الصومال.
بحسب موقع بوركينا، تتركز هذه الاستراتيجية حول هدف جيوسياسي واضح: منع إثيوبيا من الحصول على قاعدة بحرية أو أي وجود عسكري في البحر الأحمر وخليج عدن، وهما منطقتان بالغتا الأهمية للتجارة العالمية وللاستقرار الإقليمي. ترى القاهرة أن اعتراف العالم بأرض الصومال وتعاونها مع إثيوبيا يشكّلان تهديداً مباشراً لمصالحها في المنطقة.
ويشير برخد إلى أن مصر اختارت الاصطفاف مع حكومة "فيلا صوماليا"، التي تعاني ضعف السيطرة على أراضيها الفيدرالية، بينما تبقى أرض الصومال كياناً مستقراً يحكم نفسه منذ أن استعاد استقلاله في 1991 بعد فشل الاتحاد مع الصومال الذي أُعلن في 1960. ومع ذلك، تواجه أرض الصومال مقاومة دبلوماسية من قوى خارجية تفضّل مصالحها الاستراتيجية على حساب الواقع السياسي في المنطقة.
العلاقات بين مصر وأرض الصومال شبه معدومة منذ سنوات. قبل عام أغلقت القاهرة مكتبها في هرجيسا وسحبت طاقمها التعليمي، بعدما تأكدت من قوة الروابط الاستراتيجية بين أرض الصومال وإثيوبيا، الخصم الإقليمي الأبرز لمصر خصوصاً في ملف نهر النيل وسد النهضة.
يتهم برخد القاهرة بتكثيف جهودها لعرقلة اعتراف العالم بأرض الصومال، داعياً حلفاء بلاده التقليديين، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات وإثيوبيا، إلى مراقبة الأنشطة المصرية وفهم أهدافها الحقيقية في المنطقة. ويشدد على أن أرض الصومال تستحق معاملة دبلوماسية عادلة خالية من الضغوط التي تمارسها دول تسعى إلى حماية مصالحها الخاصة.
ويضيف أن القيادة في هرجيسا لا تنوي استخدام أراضيها كمنصة للعداء ضد إثيوبيا، بل تسعى إلى الاعتراف الدولي من منطلق العدالة والاستقرار والتعاون الإقليمي. ويوضّح أن هدفها هو ترسيخ السلام والشراكة مع المجتمع الدولي لا الدخول في صراعات جديدة.
يؤكد برخد أن التزام أرض الصومال بالسلام والأمن والشراكة لا يتزعزع، وأن أي محاولة لإحباط سعيها الشرعي نحو الاعتراف لن تؤدي سوى إلى زيادة التوتر في القرن الإفريقي وتقويض جهود السلام طويلة الأمد.
ويرى أن محاولات مصر أو غيرها من القوى الإقليمية لإجهاض الاعتراف بأرض الصومال ستفشل في النهاية، لأن هذه الدولة الصغيرة أثبتت على مدى أكثر من ثلاثة عقود قدرتها على إدارة شؤونها بسلام، وبناء مؤسسات مستقرة وديمقراطية فاعلة.
ويختم برخد بأن الاستراتيجيات الخفية التي تعتمدها القاهرة قد تُبطئ مسار الاعتراف، لكنها لن توقف إرادة شعب حَكم نفسه بثبات لثلاثين عاماً، متمسكاً بحقه في الوجود والاعتراف كدولة مستقلة.
https://borkena.com/2025/10/30/egypts-hidden-strategy-to-undermine-somalilands-recognition/

